القاهرة – mbc.net
اكتشف مواطنون جزائريون نسخا من مصاحف لبنانية في ولاية "باتنة"، تحمل على غلافها نجمة داود، كما اكتشف مواطنون آخرون في ولاية "الجلفة" مصحفا لبنانيا منقوصا من 15 حزبا، قبل أن تقوم الجهات المعنية بسحبه من المكتبات والمساجد.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية 24 يونيو/حزيران أن لجنة مراقبة ومراجعة طباعة المصحف الشريف بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كانت قد أقرت بصحة ودقة نسخ تلك المصاحف المتداولة في الأسواق.
وتبين نسخة المصحف -الصادر عن إحدى دور النشر ببيروت- أن هناك تداخلا في السور القرآنية وعملية بتر كاملة لـ15 حزبا، رغم أنه مطبوع على أساس أنه يحوي 60 حزبا، وأكثـر من هذا كتب في نهايته ملاحظة أن وزارة الشؤون الدينية بالجزائر قامت بمراجعته ومراقبته وأقرت بصحته وأعطت قرار طبعه.
المصحف الذي يحمل الطبعة الثانية 1430/1429 هجرية الموافقة لسنة 2009م برواية الإمام ورش عن الإمام نافع، تولى خطه الخطاط ''محفوظ خرابي'' من الجزائر، وتظهر النسخة نفسها أن المصحف راجعه ودققه الشيخ ''إبراهيم بويجري''.
انقطاع سورة "الأحزاب"
وأظهر تصفح نسخة المصحف أن السور والصفحات تبدو عادية، وفق الترتيب المعروف في سور القرآن الكريم، وحتى في ترقيم الصفحات حتى سورة ''الأحزاب'' في الصفحة 387 عند الحزب 43، وعند الآية 51 يتم انقطاع هذه السورة؛ ليجد القارئ نفسه مباشرة في سورة ''الرعد''، رغم أنها في المصحف تبدأ من الآية 19، وحتى رقم الصفحة يحمل رقم 228.
وتتواصل السور الموالية لسورة الرعد لتعاد من جديد، على رغم أنها مرت من قبل بالمصحف من سورة إبراهيم إلى ''الحجر'' إلى ''النحل'' إلى ''الإسراء''، وفي سورة ''الإسراء في الصفحة 259 عند الحزب 29 في الآية 48، حيث ينتقل مباشرة إلى الصفحة 420 من سورة ''الصافات'' في الحزب 46 بداية من الآية 66، وفي هذه الصفحة تدخل سورة ''الزمر''.
كل هذا يعني أن جميع السور التي وردت بعد الأحزاب غير موجودة في المصحف، وهناك تداخل بين سورة وأخرى في هذه النسخة، وتداخل بين الأرقام، وعدم مراعاة الترتيب، على رغم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كتبت تقريرها في نهاية النسخة.
ووافقت على طبع المصحف برواية ورش عن نافع برخصة تحمل رقم 414 بتاريخ 13 مايو/أيار2003م، كما أنه تم العثور داخل مسجد على مصحف صادر عن دار ابن الهيثم على غلافه نجمة داود، وتحديدا في ولاية "باتنة"، ويظهر هذا الأمر إساءة للقرآن الكريم والمصحف الشريف.
بدوره، قال نائب مدير التعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف محمد إيدير مشنان: ''لم نعلم بالأمر''، مشيرا إلى أن الخطأ الوارد في المصحف اللبناني ليس خطأ علميا، بل مطبعيا، حيث تتداخل الصفحات أثناء عملية تجميع الصفحات المطبوعة.
وأكد المتحدث أن ''على المواطن أن يتصل بمديرية الشؤون الدينية أو دار النشر لاسترجاع النسخة الصحيحة''، مضيفا أن ''اللجنة المكلفة بمراقبة المصاحف تتحفظ على أية نسخة إلى غاية تصحيحها، من حيث الأخطاء العلمية والرسم وتضبط ضبطا شرعيا، ولو كان الأمر يتعلق بمجرد شدة''.
وتقرر سحب المصاحف ''المحرفة'' من السوق والمساجد، تجنبا لتشويه المصحف الشريف، وإعلام دار النشر اللبنانية بالخطأ والتحفظ عليه حتى تصحيحه.